جهادُ أبو هُريرة:

لا شكَّ أنَّ أبا هريرة -رضي الله عنه- شهد وشارك مع رسول الله في غزواته مُنذ قدومه للمدينة بعد خيبر، وذلك لملازمته رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعدم مُفارقته إذ كان يقول -رضي الله عنه-: “قدمت ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخيبر سنة سبع، وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة، سنوات، وأقمت معه حتى توفي، أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه، وأنا والله يومئذ مقل، وأصلي خلفه، وأحج، وأغزو معه”، [١٦] ولأنَّ هجرته جاءت مُتأخرةً فلم يشهد غزوة بدر وأُحد والخندق ولكنَّه شهد ما بعدهم كفتح مكَّة وغزوة حُنين وتبوك ومؤتة. وقد حرص أبو هريرة -رضي الله عنه- على مواصلة الجهاد في سبيل الله حتى بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ لم يترك الجهاد إقتداءً بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أنِّي أغْزُو في سَبيلِ اللهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أغْزُو فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أغْزُو فَأُقْتَلُ)، فشهد عدداً من المعارك في عهد الخلفاء الراشدين -رضوان الله عليهم- إذ شارك بحرب المرتدين في خلافة أبي بكر -رضي الله عنه- وشهد موقعة اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وشهد غيرهم من الغزوات.

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ